مقـالات
امال الكبار تنعقد في عودة العائلات الممزقة للطائفة الازيدية في العراق
بقلم الصحفي عثمان شلش
في مخيم كبرتو يك للنازحين في محافظة دهوك بأقليم كردستان العراق تعيش نحو 6 الاف عائلة كردية ايزيدية اضطرت للفرار من قبضة تنظيم “داعش” عندما هاجم بلدتهم سنجار في محافظة نينوى صيف عام 2014. المئات من كبار السن من السيدات والرجال يتطلعون لعودة عائلاتهم الممزقة بفعل سبي تنظيم “داعش” لبناتهم وقتل وخطف شبابهم واطفالهم. وفي خيمة تحتوي على مدفئة صغيرة تعمل على النفط وتلفزيون قديم ومفروشة بسجاد متهالك يتربع عباس حمد عباس او كما يكنى بأبو اسماعيل الرجل الستيني وعليه علامات الحزن والالم بعدما طلب منا الدخول الى خيمته للحديث معه. وقال ابو اسماعيل بعد وقت قصير من الجلوس معه ان “بناته الاثنين خطفهما تنظيم “داعش” عندما اقتحم سنجار وباعهما في السوق ومن ثم خطفه هو وزوجته وابنيه وقتل احدهما وقدمه الى والدته وقال لها انه لحم غنم”.
واضاف انه “تمكن من الفرار من قبضة التنظيم بعد سبعة اشهر من الاحتجاز لكن لا يعرف عن بقية عائلته واقاربه اي شيء حتى الان”، مشيرا الى انه “كبير في السن ومريض ويحتاج الى ان يتعالج ويريد ان يرى ما تبقى من عائلته مجددا”.
ويقول سكان المخيم انهم يعيشون ظروفا قاسية في مخيمات النزوح وسط البرد والامطار وانهم يتطلعون الى ان يعودوا الى مناطقهم في مدينة سنجار حيث معقلهم الرئيس ومحيطها، ولكن قبل ذلك هو عودة شمل عائلاتهم التي ما زالت على قيد الحياة ويحتجزها التنظيم.
وقال نازح اخر من سنجار ويدعى خالد مراد ويسكن مخيم اشتي في السليمانية بأقليم كردستان ايضا انه “لا يريد سوى العودة الى سنجار ومعها تحرير جميع السبايا الايزيديات والاخرين المختطفين لدى التنظيم”.
وقال مراد انه “عائلته الكبير لم تعد كما كانت حيث ان نصف البنات في العائلة والبالغ عددهن اربعة ما يزلن بيد التنظيم ولا امل سوى ان تعمل القوات العراقية والبيشمركة على تحريرهم واعادتهم الى جانب البنات الاخريات الينا”، “هذا كل ما نريده” يقول الرجل.
وبين مخيمات السليمانية ودهوك واربيل يظل النازحون الايزيديون يشعرون بأنهم وقعوا بكارثة كبيرة عندما احتل التنظيم المتطرف منطقتهم واستهدفهم بشكل مباشر.
وفر الاغلبية من الايزديين الى جبل سنجار القريب من البلدة لكنهم حوصرا هناك حتى ساعدتهم البيشمركة الكردية وجماعة pkk الكردية التركية على العبور من خلال طريق الى دهوك ويتواجد الاغلبيه هناك الان. وانشأت محافظة دهوك مؤخرا مديرية خاصة لشؤون النازحين تتبع ادارة المحافظة لغرض ادارة شؤونهم تعرف بأسم برهه، حيث ان المحافظة تحوي اكثر من 20 مخيما للنازحين. وعدد المخطوفين الايزيديين على أيدي تنظيم “داعش” وفق اخر احصائيات نشرها مسؤولون عراقيون بلغت 5383 مخطوفا ومخطوفة، بضمنهم 3912 من الإناث و 2646 من الذكور. و حصيلة عدد الناجين من معتقلات التنظيم في العراق وسوريا بلغت 2129 ناجيا، بضمنهم 306 من الرجال، و 801 من النساء، و497 من الأطفال الإناث، و 525 من الأطفال الذكور. وبلغ عدد الأيتام 816 يتيما، منهم 482 ذكرا و 334 أنثى، ولدينا حاليا 400 ألف نازح إيزيدي، و65 ألف لاجئ، و841 بعداد المفقودين، و 1280 قتيلا، و 280 متوفيا لأسباب تتعلق بالنزوح والهروب، و 890 جريحا. كما فجر التنظيم 18 مزارا تم تفجيرها من قبل داعش، وعدد المقابر الجماعية المكتشفة لحد الآن في سنجار 12 مقبرة.