أعلنت مصادر دبلوماسية مساء الأربعاء التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس بعد وساطة استمرت أسابيع قادتها الولايات المتحدة وقطر ومصر وذلك عقب أكثر من عامٍ ونصف من الحرب التي خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى في قطاع غزة.
الاتفاق الذي وُصف بأنه )مرحلي ومؤقت( دخل حيّز التنفيذ صباح اليوم الخميس وسط ترقّب واسع من المجتمع الدولي وقلق بين سكان القطاع من احتمالية انهياره في أي لحظة.
تفاصيل الاتفاق: ثلاث مراحل بآليات معقّدة
تشير المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة من مصادر مطلعة إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار ينقسم إلى ثلاث مراحل أساسية:
المرحلة الأولى: وقف شامل لإطلاق النار لمدة (21 يومًا) قابلة للتمديد مع فتح المعابر الإنسانية والسماح بدخول المساعدات إلى جميع مناطق القطاع.
المرحلة الثانية: تبادل للأسرى يتضمّن إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
المرحلة الثالثة: انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة خصوصًا شمال ووسط غزة وبدء محادثات حول الترتيبات الأمنية وإعادة الإعمار.
وتشير مصادر اعلامية ان التنفيذ سيكون تحت إشراف مباشر من الوسطاء مع ضمانات أمريكية بعدم استئناف العمليات العسكرية ما دامت البنود تُنفذ وفق الجدول الزمني المتفق عليه.
واشنطن رحّبت بالاتفاق ووصفتْه بأنه «خطوة جادة نحو التهدئة الدائمة وإعادة الإعمار».
الأمم المتحدة شددت على ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع السكان «دون عراقيل أو استثناءات».
القاهرة والدوحة أكدتا التزامهما بمواصلة الجهود لضمان استمرارية التهدئة ومراقبة تنفيذ البنود ميدانيًا.
المشهد الميداني في غزة:
مع دخول الهدنة حيّز التنفيذ عادت حركة الشوارع في بعض أحياء غزة تدريجيًا فيما شوهدت فرق الدفاع المدني تعمل على إزالة الأنقاض وانتشال الجثث من تحت الركام.
وفي المقابل ما زالت الطائرات الإسرائيلية تحلق في أجواء القطاع وسط تخوف من إمكانية حدوث خروقات مفاجئة.
من جهة أخرى أكدت وزارة الصحة في غزة أن المستشفيات استقبلت أولى شحنات الوقود والأدوية عبر معبر رفح، بعد انقطاع دام أسابيع.
يرى محللون أن الاتفاق يمثل بداية طريق صعب نحو الاستقرار وليس نهاية الحرب.
فالهدنة رغم أهميتها الإنسانية ما زالت تفتقر إلى اتفاق سياسي شامل يحدد مستقبل الحكم في غزة والعلاقة مع إسرائيل.
ويحذّر الخبراء من أن أي إخلال ببنود التبادل أو تأخير في الانسحاب قد يؤدي إلى انهيار الهدنة وعودة التصعيد.
يعيش سكان غزة اليوم بين أملٍ كبيرٍ في السلام وخشيةٍ دائمة من العودة إلى الحرب.
فالهدنة الحالية مهما طالت لن تكون ذات جدوى ما لم تترافق مع رؤية سياسية واضحة تضمن الأمن والكرامة وإعادة الإعمار.
ويبقى السؤال الأبرز:
هل سيكون هذا الاتفاق الخطوة الأولى نحو نهاية الحرب… أم مجرد هدنة عابرة في حربٍ لم تنتهِ بعد؟