✍️ بقلم: فريق التحرير
في الوقت الذي يعيش فيه العراق مرحلة جديدة من التحولات السياسية والاقتصادية، تبرز الحاجة الملحة إلى رؤية استراتيجية تعيد توجيه دفة الاقتصاد نحو النمو والاستقرار. فالعراق، بما يمتلكه من موارد طبيعية هائلة وإمكانات بشرية كبيرة، لا يزال يواجه عقبات جمة تقف حائلاً أمام تحقيق نهضة اقتصادية شاملة.
✅ التحديات المتراكمة
منذ عام 2003، شهد الاقتصاد العراقي تقلّبات حادة تأثرت بعوامل داخلية وخارجية، كان من أبرزها:
-
الاعتماد شبه الكلي على النفط كمصدر دخل رئيسي (أكثر من 90% من الموازنة).
-
غياب التنويع الاقتصادي، ما يجعل الاقتصاد هشًا أمام تقلبات أسعار النفط.
-
ضعف البنية التحتية والخدمات، ووجود تحديات في القطاع المصرفي والاستثمار الأجنبي.
-
الفساد الإداري والمالي الذي أصبح أحد أكبر معوقات التنمية المستدامة.
-
تحديات الأمن والاستقرار السياسي التي تعرقل الكثير من المشاريع الاقتصادية.
🌱 إشارات إيجابية.. هل بدأت مرحلة التحول؟
رغم كل التحديات، بدأ العراق مؤخرًا يشهد بوادر تغير في السياسات الاقتصادية، منها:
-
الانفتاح على الاستثمار الإقليمي والدولي، لا سيما من الصين ودول الخليج.
-
تبني الحكومة سياسات لتحديث القطاع الزراعي والصناعي وتشجيع الإنتاج المحلي.
-
مشاريع الربط الكهربائي مع دول الجوار، والتحول نحو الطاقة المتجددة.
-
دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وفتح مجالات أمام القطاع الخاص للمساهمة الفعالة.
🔧 الرؤية القادمة.. ماذا يحتاج العراق؟
لكي يتحول العراق من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد منتج ومتنوع، هناك حاجة إلى:
-
إصلاحات قانونية وتشريعية تحفّز الاستثمار وتحمي رؤوس الأموال.
-
إعادة تأهيل المنظومة المصرفية لتواكب المتطلبات الحديثة.
-
استثمار الطاقات الشبابية في الابتكار وريادة الأعمال.
-
تعزيز الشفافية والرقابة على المشاريع الكبرى والحد من الهدر المالي.
-
تطوير برامج تعليمية وتدريبية تتماشى مع احتياجات السوق.
🌍 العراق كلاعب إقليمي جديد؟
العراق يمتلك مقومات لأن يكون مركزًا اقتصاديًا ولوجستيًا في الشرق الأوسط:
-
موقعه الجغرافي بين ثلاث قوى كبرى (تركيا، إيران، الخليج).
-
موارده الطبيعية الغنية، وموانئه التي يمكن تطويرها لتكون بوابات تجارية.
-
قدرته على أن يكون جسراً للتكامل الاقتصادي بين الشرق والغرب.
📌 خاتمة
الفرص أمام العراق كثيرة، والتحديات ليست مستحيلة، لكن الفرق يكمن في الإرادة السياسية والشفافية في التنفيذ. إذا تم استثمار اللحظة الحالية بحكمة، فقد نرى عراقًا جديدًا ينفض عنه غبار الحروب والانقسامات، ويتحول إلى قوة اقتصادية حقيقية في المنطقة.