محلي
شهود ينقلون لـ (الزمان) وقائع حياة يومية يتخللها الرعب والمصير المجهول
الفلوجة تحاصر بسورين داخلي من داعش وخارجي بالقوات الأمنية
شهود ينقلون لـ (الزمان) وقائع حياة يومية يتخللها الرعب والمصير المجهول
10 آلاف أسرة تعيش على الحشائش وتحرق أثاث المنازل في الطبخ والتدفئة
بغداد – محمد الصالحي
حصلت ( الزمان) على تفاصيل الحصار المزدوج للفلوجة بسورين احدهما داخلي من داعش واخر خارجي من القوات الامنية الامر الذي تسبب بلجوء 10 الاف اسرة الى حرق الاثاث المنزلي للتدفئة والطبخ وتحويل الحشائش البرية الى غذاء اضافة الى خلط حبوب الشعير والذرة وغيرها مع بعضها للحصول على طحين للخبز.
وقال احد اهالي الفلوجة سليمان الكبيسي لـ (الزمان) امس ان (قضاء الفلوجة يشهد وضعا انسانيا في غاية الصعوبة حيث لم تدخل المواد الغذائية او الادوية الى المدينة منذ اكثر من شهرين).
واضاف ان (اكثر من 10 الاف عائلة بواقع 70 الف مواطن محاصرون بالقضاء منذ شهرين ينتشرون في عدة احياء ابرزها النزال والجولان والشهداء والضباط والمعلمين والرسالة والحلابسة ولم يتمكنوا من الخروج من المدينة لعدة اعتبارات اولها عدم تمكنهم من دخول بغداد والبقاء عند مدخل بزيبز في مخيمات بائسة لا تمتلك اية مقومات للحياة وفي حالة دخولهم الى بغداد او مدينة اخرى لا يمكنهم دفع بدلات ايجار او السكن في بعض المناطق خشية الاستهداف من بعض الاطراف المسلحة).
مغادرة المدينة
وتابع (اضافة الى ذلك فالعوائل اساسا لا تتمكن من مغادرة المدينة لان تنظيم داعش الارهابي منعها من المغادرة بتشكيل سور داخلي من قواته لا يسمح بالمغادرة لاتخاذ العوائل كدروع بشرية لمنع طيران التحالف الدولي والقوات الجوية من تكثيف القصف ضد اتباعه). واوضح الكبيسي ان (القوات الامنية تمكنت من تطويق جميع اطراف الفلوجة بسور خارجي وقد خصصت منافذ محددة للخروج لكن داعش يمنع ذلك وقد وضعت عدة قيود في حالة خروج البعض حيث اشترطت تطوع احد افراد الاسر بصفوف داعش وتركه في المدينة او لقاء مبالغ مالية كبيرة تقدر بالفي دولار للشخص الواحد وهذه شروط تعجيزية للمغادرة).
وبشأن الوضع الانساني قال الكبيسي ان (السكان في حالة انسانية رهيبة حيث تنعدم اية مظاهر للحياة في المدينة بعدم توفر اية اسطوانة غاز للطبخ منذ عدة اشهر او وقود للتدفئة والاهالي اجبروا الى على حرق الاثاث المنزلي في التدفئة والطبخ). مضيفا ان (المواد الغذائية نادرة والاهالي لم يجدوا سوى بعض الحشائش الموسمية كنبات الخباز وغيرها في الاعتماد على الوجبات الاساسية فضلا عن الشلغم الذي تحول الى سلعة اساسية في الطبخ). وتابع ان (الطحين والحنطة انقرضت من قاموس الاهالي الذين اعتمدوا على الشعير والحبوب الاخرى المخزونة في المواسم السابقة لتحضير الخبز). مشير الى ان (الادوية التي كانت مخزونة في المستشفيات نفدت منذ مدة طويلة ولا سيما ادوية الامراض المزمنة وفقدانها سبب بثمان حالة وفاة خلال الشهر الماضي).واضاف الكبيسي ان (المستشفى العام لا يمتلك اي ملاك طبي باستثناء بعض الممرضين فضلا عن انعدام وقود تشغيل المولدات الكهربائية والادوية والمستلزمات الطبية بسبب الحصار).
وعن الوضع العسكري في المدينة ذكر الكبيسي ان (تعداد عناصر داعش الارهابي في المدينة يبلغ نحو 3 الاف مقاتل اجنبي ومحلي ينتشرون في اغلب الاحياء السكنية وخطوط التماس مع القوات الامنية). واشار الى ان (داعش يستعبد المواطنين حيث اتخذ من منازلهم مقرات وتسبب بتدمير البنى التحتية وسرقت الاموال والمركبات لاستخدامها في المعارك). واوضح الكبيسي ان (داعش يخزن الكثير من الاسلحة والاعتدة والوقود والدواء والغذاء لعناصره حتى يتمكن من الاستمرار في ظل الحصار). مؤكدا ان (الاهالي يتعرضون للقصف العشوائي اليومي من القوات المحاصرة والتي تسبب في استشهاد واصابة العشرات من الاشخاص العزل). ملفتا الى ان (جميع وسائل الاتصال مقطوعة بأستثناء الانترنيت الفضائي الذي يعد الوسيلة الوحيدة المتبقية وفي حالة اكتشاف وجودها عند احد المواطنين يتم اعدامه فورا من عناصر التنظيم).