منوعات
الغش الجماعي..فشل تربوي
سلام خالد
ما حصل من اعلان للغش الجماعي، في مناطق امتحانات الطلبة النازحين، يعد استهدافا واضحا للممتحنين من الطلبة، حيث ان الغش الجماعي دليل على الفشل المؤسسي للتربية، وليس للطالب ذنب في ذلك، إن كانت المراقبة غير جيدة.
في كل دول العالم، يتم التعرف على الغش الجماعي، من خلال الخطأ الجماعي وليس الجواب الصح الجماعي، لأنه عندما تضع اسئلة، ينبغي ان تكون هناك اجابة واحدة، فعندما تكون الاجابة صحيحة للجميع لايعني هذا غش، هذا يعني انهم يقرأون ومثابرون ويريدون ان ينجحوا، لكن عندما تجد في قاعة ما، أو مركز امتحاني ما، أن جميع الطلبة قد اجابوا بالخطأ نفسه على سؤال ما، يمكن هنا ان تقول يوجد غش جماعي، وإلا ما يعني تفسير وجود الخطأ لدى جميع الطلبة.
كما ان المراكز الامتحانية في اقليم كردستان، شهدت عملية تدقيق وتفتيش ومراقبة لم تشهدها حتى سجون حكومة العراق، حيث تم استقدام مراقبين من مناطق وسط وجنوب العراق، ووضع كاميرات للمراقبة، وتفتيش دقيق للطالبات وصل الى حد نزع بعض ملابسهن، اضافة الى وجود شرطة وامن في بوابات المراكز الامتحانية، لإرهاب الطلبة ومنعهم من الغش.
عندما يحصل غش فردي لطالب او طالبين او ثلاثة، تتم معاقبة من وجد عنده الغش، ويجب ان يكون بالأدلة، مثلا يحمل (براشيم – قصاقيص – بلوتوث ووو)، وليس فرض عقوبات ما انزل الله بها من سلطان لمجرد ان الاستاذ قد شك في الغش، حيث يمكنه استبدال مكان الطالب، عندما يشعر بوجود غش، ويمكن للمراقب استخدام اكثر من وسيلة تمنع الغش.
ولكن عندما يتم الاعلان عن وجود غش جماعي، فهذا دليل على فشل المراقبين على الامتحانات جميعا، ومدراء مراكز الامتحانات جميعا، بل هذا دليل على فشل مدير ممثلية التربية بكردستان، بل فشل لوزير التربية نفسه، كيف يمكنه القبول بغش جماعي، على اجابة صحيحة، وتم فرض الغش على مراكز امتحانية تضم متفوقات ومتفوقين، الفشل التربوي بالعراق وصل الى درجات عالية حيث لايمكن السكوت عنها.
وزير التربية مطالب بإعادة تصحيح دفاتر الطلاب والطالبات، من قبل لجان جديدة تخاف الله، وتعرف المعايير الصحيحة بالتصحيح وليس لديهم نفس طائفي او قومي او مذهبي، لأن النازحين لديهم من الهموم والمشاكل ما يكفيهم، فلا تلقوا اليهم بهموم جديدة من خلال الطعن باولادهم الطلبة، وتكتبون غش على دفاترهم، واتقوا الله في ابنائكم الطلبة والطالبات، وهم عماد المستقبل، وهم بناة البلد في قابل الاعوام.