الدُعاء : قريباً من عِبادِ الله بعيداً عن دواعش السياسة والدولار
نوري غافل الدليمي
إننا في شهر رمضان، وهو من الأزمنةِ المباركةِ التي يُرجى فيها إجابة الدعاء، فيستحب للمرء أن يغتنمه، فيثني على خالقه تعالى بما هو أهله، ويصلي ويسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويطلب المغفرة، قال سبحانه وتعالى:( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ). وقد أثنى الله تعالى على مَنْ دعاهُ، ولجأ إليه، قال سبحانه عن أنبيائه:(إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ).
وقد جاء الحث على الدعاء في آيات الصيام لما بينهما من ارتباط وثيق، فقال عز وجل:( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ). ويقول الله تعالى:(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ). وذلك لاستجابة الدعاء فيها، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره بالدعاء والعبادة، لأن فيها ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر، وكان صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم يحرصون على اغتنامها، والدعاء فيها، وأفضل الدعاء ( اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعف عني».
ومن الأوقات المباركات التي تسمع فيها المناجاة، وتستجاب فيها الدعوات وقت السحر وبعد الصلوات، وكذلك يُستجاب الدعاء عند السجود, حيث يكون الإنسان قريبا من ربه عز وجل، فقد قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم 🙁 واسجدْ واقتربْ). وحثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإكثار من الدعاء في السجود فقال صلى الله عليه وسلم :« أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء».
ندعو لأنفسنا ولوالدينا وأهلنا والمؤمنين بالخير، كما دعا إبراهيم عليه السلام فقال:( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ).
والدعاء للبنات والبنين والذرية أمر محمود, فقد دعا نبي الله إبراهيم عليه السلام لذريته قائلا:( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ). ودعاء الوالدين لأبنائهم مستجاب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن -وذكر منها-دعوة الوالد». فالأب يسأل الله تعالى لأولاده التوفيق والنجاح والهداية، وكذلك الأم تدعو لأولادها بالخير والسعادة، والزوج يدعو لزوجته، والزوجة تدعو لزوجها، فمن دعاء عباد الرحمن 🙁 وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا).
والدعاء للوطن بالاستقرار والخير، كما سأل إبراهيم عليه السلام ربه عز وجل قائلا:( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ). وندعو له بالرخاء والبركة كما كان يدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم للمدينة فيقول :«اللهم بارك لنا في مدينتنا، وفي ثمارنا، وفي مدنا، وفي صاعنا بركة مع بركة».
وكذلك فإنّ الدعاء للآخرين بظهر الغيب مستجاب، يقول النبي صلى الله عليه وسلم :« دَعوةُ المرءِ المسلمِ لأخيه بظهرِ الغيب مُستجابة، عند رأسه مَلكٌ مُوكل كلما دعا لأخيه بخير، قال المَلَكْ الموكل به: آمين ولَكَ بمثل».
اللَّهُمَّ لكل الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ومجدك ، اللَّهُمَّ صَلِ وسلم وزد وبارك على محمد وآل محمد ، اللَّهُمَّ جنبنا شرور ( دواعش السياسة والدولار في العراق عامةً والانبار خاصة وبالخصوص من المقيمين منهم في الاْردن ) ، اللَّهُمَّ وفق شعبنا لتحري الحقيقة وعدم تلقف وتداول الأخبار والفديوات المُجتزأة والقديمة التي تستهدف تسقيط الآخرين ، اللَّهُمَّ آمين .
الجمعة ٢١ رمضان الموافق ٢٠١٥/٦/١٦