سينتصر العسكر فهل سينتصر السياسيون ؟
سينتصر العسكر فهل سينتصر السياسيون ؟
دواعش الساسة وأذرعهم الألكترونية = دواعش الإرهاب
نوري غافل الدليمي
بقرب انتزاع الموصل في كامل جانبها الأيمن انتهى داعش الإرهابي وانتهى حلم الخلافة (المزعومة) ، فبعد الموصل كمدينة لم يبقْ إلا القليل وهي مناطق الحويجة والشرقاط ثم محور غرب الانبار وهذه سهلة جداً مقارنةً بالجانب الأيمن من الموصل ، خصوصاً وان الحشد الشعبي قد وصل الحدود السورية العراقية وسيتمدد جنوباً مع خط الحدود ليلتقي مع عمليات الجزيرة والبادية والانبار للسيطرة على الحدود .
نعم العسكر بكل أفرعهُ ( الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والعشائري والشرطة الاتحادية والمحلية ) حققوا النصر وسيكملوه قريباً جداً ، رغمَ كونهُ نصراً مُكلفاً ( بسبب حجم التضحيات من الشهداء من القوات الأمنية والشعبية والمواطنين الأبرياء والتدمير في البُنى والممتلكات في المدن خصوصاً الجانب الأيمن من الموصل ومدينة الرمادي )، لكنها تضحيات كان لا مَفرَ منها بسبب تحصن داعش ، وهكذا هو حال الحروب فلا يوجد عاقل يود البدء في الحرب إلا في حالتين : الدول الاستعمارية الكبيرة التي تود ابتلاع دول صغيرة ، أو وجود قادة مُتسلطين متهورين .
إنّ السبب الأساسي وراء النصر المُكلِفْ هو تأخر الحكومة في رد الفعل تجاه الأحتلال الداعشي حيث تأخرت عمليات التحرير لفترات تراوحت بين سنة ونصف الى سنتين وثلاث أشهر ( تكريت وبيجي والرمادي والفلوجة ثم نينوى) إلى أكثر من ٣ سنوات ( الشرقاط الحويجة وغرب الأنبار ) ، وكان المفروض أنْ لا تتجاوز عمليات التحرير ٦ شهور لانطلاقها لأن التأخير كان لصالح داعش ، ٦ شهور كانت كافية لإعادة تنظيم الجيش والشرطة وتجحفله مع الحشد الشعبي والعشائري وجهاز مكافحة الارهاب وسحب قطعات الجيش والشرطة من محافظات الوسط والجنوب ، والانطلاق في اكثر من إتجاه في آنٍ واحدٍ .
ما هي أسباب التأخير ؟
– تزامن الاحتلال الداعشي مع الانتخابات وتأخير ظهور نتائج الانتخابات والتسلم والتسليم بين الحكومتين السابقة والحالية .
– ضياع الوقت في المُناكفات السياسية لما يُسمى بلجان التحقيق في سقوط الموصل والرمادي وأخذها الجهد والوقت والأهتمام الغير مُبررْ رغم قناعة الجميع بعدم التوصل إلى نتائج .
– الجانب الأمريكي الذي صرح لأكثر من مرة ومن أكثر من مسؤول على ( إنّ قتال داعش في العراق يتطلب من ٣-٥ سنوات ، بل احدهم ذهب الى ١٠ سنوات)، حتماً كان لدى الأمريكيون شيء في بالهم وتخطيطهم . واذا كان التأخير لبضعة شهور بل بضعة أيام يعترض عليه ضابطين من أكفأ الضباط أحدهم سُني والآخر شيعي ( وهما مُحقين ولن أذكر اسميهما حتى لا تُعتبر دعاية لَهُمَا هما ليسوا لحاجة لها ) ، فكيف بالتأخير لأكثر من سنة او حتى سنتين أو ثلاث ؟
بكل الأحوال إنتصر وسينتصر العسكر ( الجيش وجهاز مكافحة الارهاب والشرطة الإتحادية والمحلية والحشد العشائري ) على الدواعش ، النصر جاء بتضحيات كل مُقاتلٍ وكل مواطنٍ وكل شهيدٍ وكل جريحٍ وكل مُهجرٍ وكل منكوبٍ ، ولكن في التاريخ تُذكر المعارك العسكرية بقادتها ، ولأن القادة كُثر فنذكر القيادات العليا وهي :
– السيد حيدر العبادي باعتباره القائد العام للقوات المسلحة الوحيد الذي لديه ( القيادة الكاملة ) والتي تعني (القيادة والسيطرة على كل موارد الدولة العسكرية والمدنية وتوجيهها لخدمة المجهود الحربي ).
– ر أ ج ف أ ر عثمان الغانمي الذي لديه ( القيادة العملياتية ) كقيادة وسيطرة (عملياتية وإدارية ).
– ف ر عبدالأمير رشيد جار الله الذي تولى ( القيادة المُشتركة ) بمعنى انه مارس ( القيادة والسيطرة ) على كل القوات المُخصصة لتحرير نينوى.
– ف أ ر طالب شغاتي رئيس جهاز مكافحة الارهاب الذي مارس ( القيادة العملياتية ) على قوات جهاز مكافحة الإرهاب .
– ف ر عبد الغني القائد العملياتي لقوات مكافحة الارهاب .
– ف رائد شاكر جودت القائد العملياتي للشرطة الاتحادية .
– الحشد الشعبي بقيادة السيد هادي العامري والسيد ابو مهدي المهندس.
وعشرات كبار القادة ( الميدانيون ) من العسكر وقادة الحشد العشائري ولم اذكرهم خشية أن أنسى احداً منهم .
وهنا لاننسى الدور الكبير لوزارتي الداخلية والدفاع وهيئات ركنها في دعم وتلبية احتياجات القتال ورفع المعنويات وزيارة القطعات حيث تواجد الوزراء ( الدفاع والداخلية وهيئات ركنهم ) في ساحات العمليات ،وكذلك دور جهاز المخابرات الوطني العراقي،والأمن الوطني .
هل سينتصر السياسيون ؟
النصر العسكري يبقى منقوصاً إِنْ لم يُكمل بنصرٍ سياسي يُركز على عمليات ( إعادة الاستقرار ) وتشمل عمليات ( فرض الأمن وإقامة وبناء الامن ) وهي كلمات مرادفة ( لعمليات فرض السلام وإقامة وبناء السلام بين الدول المُتحاربة أو التي يتم تحريرها )، ويشمل في حال محافظاتنا المنكوبة ( إعادة المُهجَّرين ، إعداد وتدريب وتجهيز قوات أمن محلية ، إعادة الإعمار ، تأهيل المواطنين نفسياً ، إعادة الُلحمة بين أبناء المجتمع ).
سينتصر الساسة إذا تغلب الساسة الأُصلاء على (دواعش السياسة والفساد ) ، فداعشْ ليست احتلالاً عسكرياً فقط ، فهناك دواعش سياسة ودواعش إعلام ودواعش فساد ودواعش تفرقة وتخريب .
ماذا فعل ويفعل دواعش السياسة والفساد وجيوشهم الالكترونية ؟
– تأخير الانتخابات وتأخير ظهور نتائجها ومحاولة عرقلتها ثم تزويرها في محاولات لإرباك المشهد السياسي والأمني .
– إيصال شخصيات غير كفوءة ولائها للكتل السياسية وليس للصالح العام ، واستمرار رجال الاعمال الفاسدين القابعين خارج العراق بشراء المناصب إلى ( دُمى ) بغية الاستحواذ على العقود والاموال ، خصوصاً انهم أصبحوا ( ملتي مليونيرية وهذا ما أطلقه أحدهم على نفسه ).
– تأخير وعرقلة أمرار القوانين المهمة التي تخدم الصالح العام وتزيد من التماسك الشعبي ضمن العراق الواحد .
– إفتعال الأزمات للتأثير على العمليات العسكرية .
– إفقاد الدور الرقابي لمجلس النواب من خلال عرقلة وتسييس الاستجوابات والاصطفاف الطائفي.
– إفتعال الأزمات وتأخير إقرار الموازنات سنوياً.
– التلكؤ بل التعمد في عدم إعادة سكان المناطق المُحررة اليها لترسيخ واحداث شروخ طائفية .
– التبعية للبعض إلى دول اخرى وليس للعراق وهذا يؤدي إلى إصطفافات مبنية على الولاء لدول إقليمية على حساب الولاء للعراق .
– المبالغة في الحمايات والعجلات للسياسيين والموظفين الحكوميين ، التي كان بالإمكان الاستفادة منها لدعم القتال .
– البحث عن العقود واستخدام أساليب الابتزاز التي تؤدي الى الفساد المالي والاداري .
– إفتعال الأزمات بين المركز والمحافظات والإقليم لعرقلة عمليات التحرير والاستقرار وإعادة الاعمار .
كيف التغلب على دواعش السياسة ؟
أعتقد المخرج الأساسي أن نخرج من (العباية الطائفية ) إلى ( الخيمة الوطنية ) والعمل على إيجاد قوائم ( عابرة للطائفية )، والتخلص من ( المحاصصة ) حتى نتخلص من الولاءآت الحزبية والمكوناتية ) التي تجعل الوزير أو المحافظ أو الموظف يدين بل أسير الكتلة والحزب وليس قائداً لموقعه والتزامه تجاه الدولة ، وكذلك العمل على تجريم أية اجتماعات خارج العراق تخص الشأن العراقي على أن ينطبق على الجميع وبنفس المعايير ، والتمني الأكبر بالذهاب الى (حكومات الأغلبية وليس ( حكومات المشاركة ) ليكون لدينا معارضة حقيقية بناءة وليست (مشاركات سلبية تُعيق ولا تبني ).
حفظ الله العراق وشعب العراق
العار لدواعش الإرهاب ودواعش السياسة والفاسدين وجيوشهم الالكترونية
تنويه : نعم هُناك أخطاء تمّ إرتكابها من قبل بعض القوات الأمنية لكننا لن ننشر عنها الآن كي لا يستفاد منها داعش الإرهابي والسياسي علماً أنني تواصلت بالمباشر مع القادة المعنيين وكانوا سباقين في تلافيها .
الجمُعة ٢١ رمضان
٢٠١٦/٦/١٦