منوعات
المجد ( تصنعه ) الإرادات
د . خالد القره غولي
قليلون من سمعوا بدول مثل ترينداد وتوباكو وجزر البهاماس وجامايكا وكيينا واذا سمعوا بها فمن المؤكد أن أغلبهم لا يعرفون أين تقع !
دول وجزر صغيرة في المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ ودول أفريقية فقيرة إكتسحت بطولة العالم بألعاب الساحة والميدان لعام ( 2015 ) في الصين في أجواء ماطرة اسدل الستار على بطولة العالم لألعاب القوى والتي احتضنتها العاصمة الصينية بيجين على مدى تسعة أيام من المنافسة بين أكثر من ( 2000 ) رياضي ورياضية تنافسو على ( 47 ) ميدالية ذهبية على مستوى المضمار والميدان باستاد عش الطائر , وإعتلى رياضيوها منصات الفوز وتقلدوا الأوسمة الذهبية والفضية والبرونزية وأعلام بلدانهم ترفرف فوق سماء الملعب بينما يُذرف الدمع فرحاً وشوقاً لمجدٍ صنعته إراداتهم في نسختها رقم ( 15) تصدرت كيينا الترتيب العام للبطولة برصيد
( 16) ميدالية منها سبع ميداليات ذهبية وست فضيات وثلاث برونزيات بفارق الميداليات الفضية عن جامايكا التي حلت ثانية في الترتيب العام برصيد ( 12) ميدالية منها سبع ذهبيات وأثنتان فضيات وثلاث برونزيات ثم حلت الولايات المتحدة الأمريكية في المركز الثالث برصيد ( 18) ميدالية ممنها ست ذهبيات ومثلهم من الفضة وبرونز فيما جاءت بريطانيا في المركز الرابع بسبع ميداليات منها أربع ذهبيات وفضيتان وبرونزية وجاءت أثيوبيا في المركز الخامس برصيد ثمان ميداليات منها ثلاث ذهبيات ومثلهما من الفضة وبرونزيتان وجاءت بولندا سادسا برصيد ثلاث ذهبيات وواحدة فضية وأربع برونزيات ثم كندا في المركز السابع بذهبيتين وثلاث فضيات ومثلهم من البرونز
فبينما ينهمك هؤلاء الأبطال بالتدريبات هم وأبطال دول أخرى كثيرة بمهمة شاقة غير ملتفتين إلى مايدور في بلدانهم من صراعات ربما أو فقر أو سياسة خرجنا نحنُ العرب بثلاثة ميدالية فقط واحدة لرياضي مصري وأخرى لرياضي مغربي وأخرى لتونس .. حروب وصراعات وتظاهرات ودمار وقتل وتشريد ونفاق وفساد لم يشهد له التاريخ مثيلاً منذ آدم عليه السلام أحرزنا بها المراكز الأولى بلا منافس .. المركز الأول في التخلف والأول في الجوع والأول في خراب المدن والأول في الأمية والأول في قتل أبناء شعوبنا ..
إجتماعات كاذبة نأخذ لها العراق مثيلاً .. إجتمع إتحاد الكرة وأجرى إتحاد المشمش الإنتخابات ! وأحرزنا بطولة العالم بالسرقة والنهب .. الملا عبد الخالق زعلان وجمال حاجي يرفض .. ايفادات توضع في الجيوب وأموال صُرفت على هذه الإتحادات تعادل ميزانية ما يصرف على كل دول أفريقيا .. لم نحرز إلا وساماً برونزياً أولمبياً واحداً في عام ( 1960 ) للرباع البصري عبد الواحد عزيز طوال تاريخنا الرياضي الفاشل .. فشلنا في الرياضة والسياسة والإقتصاد والثقافة والفن ويظهر لك من على شاشات القنوات الفضائية كذاب مخضرم يدعي أنه خبير في الرياضة يؤكد ! أكرر يؤكد أن المسيرة الرياضية في العراق تسير نحو ذرى المجد ( هكذا بلا حياء ) وأنَّ وأنَّ وأنَّ العراق سيحرز العديد من البطولات في الحاح والطمة خريزة والدعبل والطاولي بعد حصول الموافقة على إدخالها في الألعاب الأولمبية مستقبلاً .. منذ عقود ونحنُ نسمع بهذا المستقبل لكنَّ الفشل والهزائم أصبحا سمة واضحة للرياضة في العراق .. أما كفانا فشلاً في السياسة والتحولات الديمقراطية ومكافحة الإرهاب ؟
ألم يكفِ العراقيين ما نزل فوق رؤوسهم من مصائب لم تستبدل كرسياً واحداً كي يُضاف لها فشلنا في الرياضة وتمسك نفس الوجوه منذ عقود بنفس المناصب ..
هذا هو الأمر ليس إلا