هل يمكن أن نرى أسعار النفط دون مستوى 40 دولار

المحلل الاقتصادي المصري محمد عبد الخالق
مع نهاية النصف الأول من العام الجاري كانت أسعار النفط الخام قد فقدت حوالي 20% من قيمتها منذ بداية العام، وعادت إلى التداول في المستويات التي كانت عليها قبل توقيع اتفاق خفض إنتاج النفط في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي.
ورغم دخول فصل الصيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وما يتبعه من ارتفاع الطلب على الطاقة وبالتالي النفط الخام، وأيضا رغم تمديد العمل باتفاق خفض إنتاج النفط منذ تسعة أشهر إضافية إلا أن هذا لم يكن كافيا لدفع أسعار النفط للارتفاع.
وربما هذا ما يفسر نتيجة سبر للآراء أجرته شبكة “سي ان بي سي” الاقتصادية، ونقله موقع UFX.COM ( يو اف اكس ) وشمل مجموعة من الخبراء النفط والطاقة، الذين يعملون في مختلف شركات الاستشارات المالية وشركات الوساطة، أجمعوا فيه على تراجع قدرة أوبك في التأثير والتحكم في الأسعار.
في المقابل استبعد الكثير منهم أن تنخفض أسعار النفط دون مستوى 40 دولار على الأقل في المدى الزمني القريب إلى المتوسط، وقال ستون في المئة من الخبراء المشاركين أن منظمة أوبك قد فقدت السيطرة على سوق النفط العالمي، وقال غالبية المشاركين أن الكارتل النفطي سوف يستمر في بذل مزيد من الإجراءات من أجل دعم الأسعار وإعادة التوازن إلى العرض والطلب.
وفيما يتعلق بمستقبل أسعار النفط، فإن أكثر من النصف بقليل أو 53% من المشاركين يتوقعون أن يكون مستوى 40 دولار للبرميل هو القاع والحد الأدنى لأسعار النفط.
في المقابل، فإن 70% من هؤلاء الخبراء لا يستبعدون تماما فكرة أن تتراوح الأسعار بين مستوى 30/40 دولار، في حالة تم كسر مستوى الدعم عند 40 دولارا، في حين يرى 46% منهم أن الأسعار سوف تتماسك بين 35/40 دولار في حال كسر مستوى 40 دولار.
وشارك حوالي 15 خبير دولي في عملية الاستفتاء هذه، وقال 47% منهم، أن هناك مزيدا من الانخفاضات في أسعار النفط فيما يرى 40% منهم عكس ذلك.
ويتوقع 47% من هؤلاء الخبراء أن تتراجع أسعار النفط فيما بقي من العام الحالي بين 40-49 دولار للبرميل، فيما يرى 33% منهم السعر بين 50-59 دولار للبرميل.
وفي إجابة حول سبب الاختلال الموجود في السوق بين العرض والطلب، يرى 93% من الخبراء أن تضخم العرض هو أكبر العوامل التي تؤثر على الأسعار في الوقت الراهن، ويتوقع 80% منهم أن يبقى الأمر على حاله خلال النصف الثاني من عام 2017.
فقط 7% من المشاركين يعتقدون أن تراجع الطلب من أهم عوامل تراجع الأسعار.
من الواضح أن الغالبية الساحقة تتفق على أن ارتفاع الإنتاج العالمي من النفط هو السبب الرئيسي في خلل توازن السوق، ومن المعروف أن مصدر هذه الفائض في الإنتاج هو شركات النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي بلغ إنتاجها من النفط أكثر من 9.3 مليون برميل في اليوم، وتتحول إلى بلد مصدر للنفط لأول مرة منذ عدة عقود.