محلي
مصطفى العنزي .. مبدع من الرّمادي
على مدى العقود أثبت الشابّ العراقي أنّه على إستعدادٍ تامّ لمواجهة كلّ التحدّيّات والمصاعب والمتغيّرات الحياتيّة الّتي يواجها في أحلك الظروف، لاسيّما تلك الّتي تعرقل حياته ومسيرته وإبداعه، فتمكّن الشاب ّ العراقي وفي أصعب وأضيق الفترات الزمنيّة الإقتصاديّة والسّيّاسيّة والأمنيّة أن يحقّق هدفه الّذي سعى ويسعى من أجله، فالكثير من الشباب إستطاعوا أن يصلوا إلى مراتب عليا وفي مجالات متقدّمة في الطبّ والهندسة والرّياضة، والمعارف والعلوم الأخرى بشتى الطرق والوسائل.
فالظّروف الإستثائيّة الّتي مرّت بأبشع الصور اللإنسانيّة في ليلة وضحاها على الشعب العراقي لاسيّما الشباب منهم، كان لها الأثر البالغ على طموح وأهداف الكثير منهم، إلا أنّ هذه الظروف على رغم من قسوتها وضبابيّتها ما أوقفت مسيرة الكثير منهم.
مصطفى كريم العنزي، أحد مبدعي العراق، من مواليد 11/5/1992 في مدينة الرمادي البطلة، منذ الصغر يهوي الرياضة، ودخل هذا المجال وهو لم يتجاوز العقد الأوّل من عمره، فإستطاع خلال الخمس السنوات الأخيرة أن يشارك في الكثير من المسابقات والبطولات الرياضيّة من فئات "70 كم" في لعبة "التايكواندو"، والّتي تمكّن وبجهد ومتابعة حثيثة من مدربه الّذين تابعوا مسيرته الرياضيّة، أن يحقّق المراتب الأوّلى في الكثير من هذه المسابقات.
مصطفى هذا الشاب الّذي دخل معهد المعلمين قسم التربيّة الرياضيّة، فكان الأوّل فيها على مستوى المدينة، فقبل بعدها في كليّة التربيّة الرياضيّة بجامعة الأنبار ليكمل مسيرته الإبداعيّة وهو في مقتبل عمره.
بحرقّة قلب يقول مصطفى: لي أمنيّات وأهداف أوّد أن أحقّقها في مجال الرياضة، لكنّ قلّة الدعم وعدم الإهتمام من قبل الجهات المعنيّة في ذلك، منعتني من المشاركة في الكثير من البطولات في الوطن العربي والعالم، وما دخلتُ بطولةً إلا وحقّقتُ فيها المرتبّة الأولى أو الثانيّة، وإستطعتُ من خلال تواجدي في مدينة السليمانيّة من المشاركة في الكثير من المسابقات الرياضيّة في لعبة "التايكواندو"، وأن أحقّق فيها المراتب الأولى، وأنا لازلت مستمراً بهواياتي الرياضيّة وبشكل يومي من خلال التدريب المستمر، وذلك كلّه بمنّ من الله سبحانه وتعالى، وبجهود ومتابعة من قبل المدربين الّذين يتابعونني بكلّ صدقٍ وإخلاص.
وتابع العنزي قوله: للأسف بلدنا يهمّش المبدع إلى أن يتمّ إخفاد روحه الإبداعيّة، من خلال عدم دعمه من كافّة النواحي، على عكس البلدان الأخرى، الّتي تهتم بمبدعيها إلى أعلى الدرجات، ويتمّ تخصيص لهم أموالٍ طائلة لينمّوا إبداعهم ويحققوا المراتب الأولى لبلدانهم، ويتمّ مراعاة المبدعين لاسيما الرياضين منهم في كل دول العالم، حتى صارت الرياضة من إحدى الهوايات الّتي يتابعها الكثير من سكان العالم والمهمّة جدًاً، على عكس ما هو في بلدنا الذي صار فيه الرياضة آخر همّه مع الفنون والإبداعات الأخرى.
اللاعب الشاب مصطفى كريم العنزي، له أهداف وطموح لايمكن أن تخمد فيه مهمّا أعاقته الظروف، لطالما كانت روحه مضّحيّة من أجل تحقيق ذلك، وهدفه أن يصل إلى "الفورما الرياضيّة" ليرفع اسم بلده ومدينته.
وأنهى العنزي كلامه بمطالبة الجهات الحكوميّة المعنيّة أن توفر للمبدعين وخاصّة الرياضين منهم الأرضيّة المناسبة والأجواء اللازمة، والدعم المطلوب، ليحققوا إنجازاتهم في كافة الأصعدة، وذلك لأنّ العراق من أكثر البلدان المنجبة للمبدعين والأبطال في مجال الرياضة، والمجالات الأخرى.