مقـالات
قناة العهد ( مدينة الفتنة ) ووجيه عباس بابها !

د . خالد القره غولي
مع أن الخليفة الرابع للمسلمين سيدنا الامام علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) لم يبايع الخليفة الثالث سيدنا الخليفة ( عثمان بن عفان ) رضي الله عنه الا بعد ستة أشهر من مبايعة غالبية المهاجرين والأنصار له ، لكن لم يمنع هذا الأمر علياً من أن يدافع هو وسبطي الرسول صلى الله عليه وسلم ، الحسن والحسين ) رضي الله عنهما ( أيام الفتنة الكبرى ومحاصرة منزل الخلافة ثم قتل سيدنا عثمان على يد المتمردين من المصريين بعد حادثة تزوير كتاب تولية محمد بن ابي بكر , وكثيرٌ من الروايات نسجها الخيال أو صنعتها المصالح والارتباطات السياسية لكثير من المؤرخين ، لكنهم اجتمعوا على أن سيدنا ( علياً ) وإبنه سيدنا
( الحسن ) كانا من بين القليل من الرجال الّذين حملوا نعش عثمان بصمت ودفنوه في وادي البقيع وفي منطقةٍ تسمى ( حشا كوكب ) عليٌ المعارض وعثمان الشهيد ، مقطع الأوصال يتآخيان لحظتئذ لوأد ودحر الفتنة فحمل عليٌ رفيق دربه في مسيرة الوحدانية القاسية وصحبتهما لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، على خشبةٍ كي يدفن بهدوء , بقيَ في دار عثمان قميصه الذي قتل به والذي كان من المفترض أن يدفن معه كونه قتل شهيداً !
أمران اذن لم يحسب لهما الهاشميون وقريش والانصار أي حساب ، القميص الممزق بالسيوف والملطخ بدم عثمان والمصحف المدمى !
لا يعلم أحد من استلهما من الدار ثم أوصلهما الى الشام ( هكذا ) القميص يصل الى الشام كي تبدأ رحلة للفتنة لم ولن تنتهي , بدأ معاوية وبنو أمية بحشد تأييد الناس وإستمالة قلوبهم واستفزاز مشاعرهم بعرض القميص على منابر الخطباء في الجوامع ، بين جامع وجامع ومسجدٍ ومسجد وحيٍ وحي في الشام ، والناس تبكي وتنظر بحزنٍ وإستياء وإستهجان على قميص خليفة رسول الله وقد تقطع وتشقق وإمتلأ بدمه ، في الوقت الذي لم يقم أحدٌ من بني أمية بذكر أن سيدنا علياً وابنه كانا من الأقلية التي دفنت عثمان !
أي أن هناك هدفاً آخر لاستقطاب ( الرأي العام ) في الشام ونزع القميص وايصاله وهو الخلافة ،
و يا لها من خلافة بعد أن بويع علياً وبدء الاضطرابات والجمل وصفين وظهور الخوارج وقتل سيدنا علي ثم قتل سيدنا ( الحسين ) ثم – ثم – ثم , تقطيع الأمة وتمزيقها الى طوائف ومذاهب سياسية وعرقية نكتوي بجمرها لحد ( الآن ) التاريخ يعيد نفسه وبعيداً عن التشبيهات طبعاً
العراق الذي أسقطته قوات الاحتلال الأمريكي وأَسَرَتْهُ ، وحاكمته برسومٍ عراقية متحركة وتسليمه الى حكومات طائفية بعد صدور حكم الإعدام عليه ، بالضبط في الليلة التي صعد بها العراقيون الى صعيد ( الديمقراطية ) لو نظرنا مرة واحدة إلى حجم أنفسنا ومن يسمع صوتنا وكيف نبدي رأينا ووجهة نظرنا وأفكارنا لما حدث من فرقة بين أبناء الشعب العراقي الأصيل ، بينما العالم يزحف نحو التوحيد , ونحن نعاني من فتن ومشاكل وحروب داخلية وخارجية وسياسية و طائفية وعرقية وعقائدية وعشائرية ودينية قديمة أصبحت اليوم في جميع دول العالم أرشيفا اصفر يعلوه التراب , العالم يطلق الصواريخ إلى الفضاء ونحن نطلق الصواريخ على أنفسنا , العالم ينزل على المريخ والمشتري وعطارد وزحل ونحن نحاول قتل بعضنا بعضاً !
وإذا كان العالم يجمع وبلا تردد على إدانة الكذب والخداع والتغلب والإيقاع بالأقربين لكونها قيماً بدائية همجية هي من صفات المراحل المتخلفة للإنسان فمن باب أولى أن ينحو بهذا المنحى نفسه ويجمع على إدانة السياسات التي تتصف بهذه الصفات بلا أخلاقية وبخاصة إذا كانت على صعيد دول وأمة لها حضارة وتاريخ مشرف وذلك لأن هذا النمط من السياسات ينبع من أنانية بدائية عدوانية وحشية وقد جر .. على المجتمع الدولي في ما مضي , والفواجع التي حلت بشعوب العالم بلا استثناء , ولو سألنا المواطن العراقي المسجون في جمهورية الخوف والبطالة والتفجير والقتل والتشريد فقلنا له أين أنت الآن لنظر إلينا ببلاهة ولم يفهم الكلمات وكأننا نتحدث باللغة الصربية وإذا حاولنا إن نشرح له لم نزد شرح المتعة الجنسية لطفل في الرابعة من عمره أو عرض مسألة معقدة في الرياضيات التفاضل والتكامل لأمي مسن لا يفك الخط فإذا صدمناه بعبارات نارية وقلنا له أيها المواطن العزيز أن كارثة قد حلت علينا مع انتشار ( الفضائيات ) في بلاد الناريين فها هي أهم واخطر وأعظم القنوات الفضائية العراقية ( العهد ) أقامت الدنيا ولم تقعدها وفتحت أبوابها وشبابيكها واستنفرت مذيعيها وكوادرها ومراسليها ومحرريها وأصدقائها لبث الخراب والدمار والفتن الطائفية والتهجم على سيدنا الخليفة ( عثمان بن عفان ) رضي الله عنه على لسان مقدم احد برامجه ( وجيه عباس ) اي قميص جديد اخر للفتنة الطائفين بين افراد الشعب العراقي , وأن هذا البلد اليوم أصبح سفينة غارقة فوق بركان ظالم .. وحماماً من الدم بفضل السياسات الطائفية التابعة لدول الجوار
( الإقليمية ) التي دخلت علينا حديثاُ عند دخول مثل تلك ( الفضائيات ) وبالعكس اتخذت تلك القنوات قاسماً مشتركاً واتفاقاً غير معلن لطمس الحقائق وتغييب أخلاقيات المهنة الإعلامية والصحفية بتعمد لأننا الآن في دولتنا العراقية أصبحت أرضنا ارض موت وانقطاع الأمل في سراب الخديعة ولكن لا الديمقراطية منحة ملكية ولا إلغاء عمل هذه الفضائيات يتم بالمطالبة فهنالك قوانين للحرية الجديدة لتدفق الإحداث الجارية في عراقنا الجريح وفي دول مصر وتونس الخضراء واليمن السعيد وليبيا وسورية والبحرين ومن ركب مستريحاً على ظهر العباد لن تهمه شكوى الدابة , وفي الوقت الذي يتعرض فيه خطر تقسيم البلدان العربية والخراب والدمار والتدويل والتفكير بصوت عال له مساوئه مثلما له مزاياه فليس من الضروري أن يؤيدني الناس علي ما أنا مؤمن به والعكس صحيح , نقول لقنواتنا لأصحاب الفضائيات العراقية الرسمية والغير رسمية أولا والعربية ثانياً التي تتفاخر بالرسالة التي تؤديها …. الخ بضرورة الابتعاد عن بث السجال الطائفي والتحريض ونزع رداء الشقاق والتملق من على أجسادها وان تثقف وتروج لجهة على حساب جهة أخرى ، وتفتح أبوابها لإعلاء كلمة الحق ولا تميز بين أفراد الشعب العراقي سواء كان شيعياً أو سنياً أو كرديا أو أية مواطن ينتمي إلى الأقليات الأخرى , والعمل بشرف وكبرياء لوحدة الصف ووحدة المصير لأبناء الشعب العراقي لأن عمل
( الفضائيات ) العراقية قبل العربية الآن أوقعنا في مستنقع كبير لم يخرج منه احد ..
ومن الله التوفيق