منوعات
عش نذل : تمت مستور
د . خالد القره غولي
وهذه النكتة ليست الأولى ولا الأخيرة وهي تضاف الى سجل النكات غير المضحكة ، مثل نكتة اقليم ما يسمى ( الأنبار ) ولأنني سأختصر الطريق امام الأنباريين , لأن لا وقت للكثيرين لقراءة التفاصيل لانشغالهم بالنزوح الأجباري والركض وراء المساعدات والمنح المخزية , والاختباء خوفاً من الخطف والاعتقال أو لأحتمال الذوبان الأبدي في أحد معاقل ما يسمى سجون
( المليشيات ) أو ربما القفز من فوق سطوح الجدران لأن أبواب
( الأنباريين ) بدأت تطرقها أيادي الخونة لقراءة هويات الناس في مساكنهم الجديدة والسيطرات والمهجر : ومن ثم سوق بعضهم الى مسالخ ومجازر ومذابح
( المليشيات ) التي أُبرأ كلمة الطائفية منها المهم نعود الى نكتة ( الأقاليم ) التي تقول : كان يا مكان في قديم الزمان بلد عظيم كبير جميل ، حار جاف صيفاً وبارد ممطر شتاءً ، يجري في وسطه نهران خالدان دجلة والفرات يملك أكثر من ثلاثين مليون نخلة ، حاول المعتدون ولآلاف السنين ان ينالوا منه أو يحتلوه أو يدمروه أو يحرقوه من الفرس والبيزنطيين والأتراك والتتر والمغول والخونة لكنهم لم يفلحوا وانهزموا وانسحقوا ، فابناء ( العراق ) سالت دماؤهم كدجلة وضحوا مثل الفرات وهو يخترق الصحراء العظيمة ليسقي أهلها خيراً .. وتستمر النكتة ، وفي يوم من الأيام احتل الهنود الحمر ونخاسيون ومرتزقة صفر ارض العراق العظيم ، ونصب هؤلاء مجلساً للتشاور معهم من ( 25 ) عضواً كل عضوٍ يمثل مليون عراقي أو اكثر ( اكرر أنها نكتة ) هذا المجلس وافق بالأجماع على توحيد العراق أكثر وضمه اكثر وشد أزره اكثر فاتخذوا قراراً بالموافقة على مشروع الفدرالية أو الاصح فكرة
( الأقاليم ) وهي ببساطة : اقليم الجنوب وعاصمته محلة الحيانية في البصرة واقليم الوسط وعاصمته دهينة أبو علي في النجف الأشرف وأقليم الشمال وعاصمته فندق سرجنار ، وبضعة محافظات لا مركزية وعاصمة اتحادية أعتقد أن اسمها بغداد تتفرع منها أقاليم عدة ، اقليم الرصافة وعاصمته سوق مريدي واقليم الكرخ وعاصمته مرطبات الرواد واقليم شمال بغداد وعاصمته معمل الحصو واقليم جنوب بغداد وعاصمته معمل المشن واقليم الأنبار وعاصمته ( الحميرة ) !! العراق الخالد الموحد العظيم وأهله الشرفاء ، أهله الأتقياء الأنقياء كلهم ، الشيعة أولاً وأنا سني ، الشيعة أولاً وأقسم بالله العلي العظيم أنهم أول من سيتصدي لهذه النكتة لأن حلم توزيع الحصص النفطية نهب وتبخر .. ولم يبق من نفطنا غير الاحتياطي القريب من ايران ، والأكراد الّذين حولهم الفقر وكذب قياداتهم الى مصابين بصداعٍ مزمن نخر مبادءهم وحول تاريخهم الشريف الي هتافات ولافتات وتصريحات مغرضة لمتبضعين في الاسواق ،
فالقادة السنة أكرر ( السنة ) الّذين بدأ الحلم الضبابي يراود بعض من توهم أنه صار ( قائداً ) لهم فسيقاتلون ويَقتلون ويُقتلون وبكل ما يملكون كل المتفدرلين ، فقادة العراق الجديد بدأ يلملمون أذيال خيبتهم وأبواقهم تنادي بالهروب الفوري من العراق ,
بعد فشل أكاذيب العولمة والفوضي الخلاقة ، وأهمس باذن المطبلين والمزمرين ممن تبوأ الفدرلة من القادة الجدد بأن ( العراق ) العظيم الحبيب محصن بالعراقيين جميعاً ممن سالت دماؤهم على حدود العراق , أما عباقرة العصر الحديث من المريدين والمصفقين لفدرالية الجنوب والوسط ، فها هو تاريخ ما جري قريب ومازالت جراحه هشة طرية ، فالمد الايراني الصفوي الشعوبي لم يوقفه السنة أو الكرد بل أوقفه أسود الجنوب والوسط من شيعة أهل البيت حين تدافعوا كالسيل العرم دفاعاً عن شرفهم وعرضهم ، تذكروا حتى وان نجحتم بخدعة استفتاء الثلثين أن هذه النكتة سمجة وأن مستقبلهم أغبر ومصيرهم الهزيمة !
واخيرأ أحب أن اقول في كلمة في هذه المناسبه كوني عراقياً وصحفياً وأكاديمياً .. وليس سياسياً أن جميع الحكومات التي تسلمت زمام الأمور بعد عام الأحتلال البغيض كانت ( هزيلة ) تكونها ذيل للمحتل .. ودفعت العراقيين الى التهلكه والانقسام لتقول لأفراد الشعب العراقي ..
( أقتل نفسك : بعيداً عنا )