منوعات
المواطن ينتخب وبالصيف ينتحب
سلام خالد
ما يحصل في العراق اليوم من نقمة جماهيرية وشعبية، ليست وليدة اليوم، بل هي تراكمات لعقد من الزمن، من الفساد والاهمال وانعدام الخدمات، والحكومات العراقية المتعاقبة، كلما جاءت واحدة منها لعنت سابقتها وقالت هي الفاسدة وهي السارقة وانا مكبلة بالقيود القانونية والدستورية والاتفاقات السياسية.
لو تمعنا في مواعيد الانتخابات، سنجدها في اوقات اعتدال الطقس اغلبها في (30 نيسان او نهاية آذار)، حيث فيه تكون السخانات (الكيزرات) والمدافئ (الصوبات) والمبردات واجهزة التبريد، تقريبا غير مستعملة، وهذا الوقت ينسى فيه الناخب أنه كان في برد قارس بلا وقود للمدافئ او كهرباء للسخان، وكذلك ينسى ان وراءه صيف لاهب.
في ايام ما قبل الانتخابات، يحصل تجهيز للمواطنين بالتيار الكهربائي يتعدى العشرين ساعة يوميا، بسبب عدم وجود ضغط على الشبكة من اجهزة التبريد او التدفئة، وهنا ترفع شعارات تقديم الخدمات، واعانة المواطنين، وما احلى الشعارات في العراق، اذ ان وزارة البلديات، قررت بتنظيف الشوارع من اللافتات خلال مدة اقصاها شهر واحد من انتهاء الانتخابات، حتى لا يبدأ الحر والشعارات موجودة.
المواطن هو اساس ما يحصل، ان كان صاحب مسؤولية، فعليه اختيار الكفوء، قد يقول قائل، ما فائدة ان تكتب في هذا الوقت ولا توجد انتخابات، نعم، ليس وقت انتخابات ولكنه وقت تظاهرات واحتجاجات على من انتخبناهم، فالمسؤولون واولادهم وعوائلهم في اجمل بلدان العالم، والشعب ينتحب من شدة الحر صيفا والبرد شتاءا.
المواطن ان استمع الى صوت الضمير وانتخب المصلحين، فسيكون له مستقبل زاهر له ولعائلته، اما اذا كانت الاولوية لأبن العشيرة او رئيس الحزب او ابن المذهب وهو يعلم انه فاسد، فينبغي ان يتظاهر على نفسه لا على المسؤول.