اقتصادية
(الزمان) تستقصي خبايا العالم الإفتراضي في وسائل التواصل الإجتماعي

لبحث عن شريك وعلاقات صادقة وتضادات المساومة والإبتزاز وتشويه السمعة
(الزمان) تستقصي خبايا العالم الإفتراضي في وسائل التواصل الإجتماعي
خيانات وإرتباطات وهمية توقع الشباب بمطبات وأخرى تنتقل إلى الواقع
بغداد – محمد الصالحي
يعد خوض الصحفي او ما يعرف بفضوله في عالم الاتصال الحديث حالة طبيعية كأداة من ادوات الاعلام الحديث لكن ان يخوض تجربة فريدة من نوعها في مجال الصحافة الأستقصائية ويدخل في عوالم الاتصال لاغراض تكوين العلاقات والصداقات على مختلف الوانها واشكالها ومسمياتها فذلك انفرادة جديدة سلطت عليها (الزمان) الضوء في محاولة لدراسة حالات اغلب المتعاطين لوسائل الاتصال الاجتماعية وتكوين العالم الافتراضي او المجتمع الافتراضي الذي يشكل اغلب اعضائه فئة الشباب.
وعمد المحرر الى تغيير اسمه واستعار اسم فتاة لاصطياد اكبر عدد من الشباب في شرك الحب او تكوين علاقة رومانسية كما تسمى لدى البعض في حين يعتبرها الاخرون شطارة شاب استطاع تحطيم قلوب ربما احبته عبر وسيلة من تلك الوسائل المعروفة بالفيسبوك وتويتر وواتساب والجات وغيرها ووضع صورة احدى الشقراوت ونشر منشورات بشكل دوري ولم يطل كثيرا حتى وصل عدد اصدقائه اكثر من 50 شخصا تحت مسميات كثيرة فضلا عن دخول احد البرامج بنفس الاسم وهو عبارة عن جات يسمى بـ (اسرار) وبفعل بعض الكلام المعسول ومحادثات جماعية خرقت قلوب العشاق واصبح نابضا لشخص وهمي لم يعلموا من هو وجنس المتحدث وهويته الحقيقة.وفي مشوار التجربة ساتحدث بشكل مفصل وانا على يقين بان المخفي اعظم.
كنت جالسا مع احد الاصدقاء المقربين وتبادل الحديث بعدة مواضيع ولاول مرة لم يعر لي صديقي انتباها حيث شعرت بالغضب وتساءلت فورا ما لذي يلهيك عن جلستنا فاجاب على الفور انه الشات او الجات وفيه الكثير من النساء والحديث يطول ، فاجبته انا اريد تنصيب البرنامج وخوض التجربة شريطة ان تتحدث بشان بعض التفاصيل عن مغامراتك فاجاب مسرعا انا مكبل مع 5 فتيات وبعد بالطريق ماشاء الله ، وفي غضون حديث صديقي شعرت بحماسة لم يسبق لها مثيل فالحديث في الشات ممتع كما اخبرني حيث بالامكان انشاء علاقات جادة مع خصوصية فضلا عن امكانية الخيانة بصورة سهلة دون اكتشاف هويتك حيث يتم الاستعارة باسماء وهمية دون ظهور الرقم او اي معلومة اخرى واقترح صديقي اتباع برامج عدة من الشات اولها شات اسرار البنات وغيرها من البرامج وقد نصب في ذاك اليوم البرنامج فورا وجاءت فكرة هذا الموضوع وباشرت التخفي باسم مستعار وبالفعل تم اختيار اسم الانيقة ووضعت خطة لكشف بعض الاسرار فضلا عن اثبات مدى امكانية انخداع بعض المستخدمين اولها ادعيت بعد دخولي باسم الانيقة انني مهندسة ودخلت التجربة لوجود فراغ هائل في حياتي بعد مقتل زوجي في حادث ارهابي ببغداد ما لبثت في سرد القصة حتى توجهت مئات الرسائل الى البريد الخاص منها من يريد الارتباط شريطة التعرف ومنهم من يود الاقتران بي والتعرف على منطقة سكني والسؤال عني من ابناء الجيران نعم لا تستغربوا جدا فالموضوع في بدايته وهناك المزيد من التفاصيل بشأنه.
مرحلة الخطط
في المرحلة الثانية من الخطة تمنكت من اختيار عينة عشوائية وتخصيص بعض الوقت للحديث معهم في جميع القضايا ابرزها موضوع الارتباط اي الزواج وكان الحوار صادما حيث تمكنت من التعرف على اسرار بعض المشاركين الخاصة جدا حتى وصل الحال للبعض الحديث عن اسراره الزوجية والمعاشرة وكيفية حدوثها فضلا عن اسرار العائلة بشكل كامل وبالتاكيد منها مايقبل الشك ومنها ما هو صحيح وربما هناك من يلعب اللعبة ذاتها معي ، المهم في اثناء الحديث كان الحوار متكررا دون اي تجديد باستثناء البعض هلو مساء الخير او صباح الخير بحسب التوقيت ممكن اتعرف؟. اجيب فورا تفضل نتساءل عن منطقة السكن ومن اي محافظة وعن عملي وعن حالتي الزوجية واغلبهم يبتهج من الفرحة بالحال عند اخباره بترملي وانا وحيدة دون حبيب وهذا هو سر المهنة في اغلب المحادثات وكانت ابرز محادثة مع احد المشتركين دون اي تردد حيث طلب مني التعرف وقد تحدث باسهاب عن اسرار حياته وكيفية تعامله مع العائلة ونظرته الشيطانية لزوجة اخيه الوحيد وهم حاليا في مشكلة بسبب تحرشه بها فضلا عن طلبه بشكل مكرر لقائه بي على انفراد وتقديم بعض المغريات كجهاز ايفون حديث او نقود والتنزه في المطاعم والمتنزهات ورفضت تلك الفكرة بشكل مباشر لكنه اصر وحين سؤاله عن مدى تمسكه بالعلاقة اجاب لانك مثقفة وبامكانك اسعادي وانا افكر بالتعرف وتكوين علاقة غرامية ومن ثم الزواج في حالة رضاه علي كما يدعي.
وفي الخطوة الثالثة خرج الامر عن السيطرة حيث ارسل لي احدهم يسمى خادم البنات رسالة مفادها بانه يود ان يقبل قدمي من اجل القبول به بحبي وحين الاعتذار طلب مني ان اضربه وان اتجاوز عليه لكن دون تركه وفي اثناء الحديث طرح موضوع الكرامة وقال انا خادم للبنات لا يمكنني ان اعيش دونهم واكون فرحا جدا حين اهان ولم استطع اكمال الحديث وخرجت للمرحلة الرابعة وهي الاصعب والاوسع وهي اسرار البنات وفي هذا المرحلة من اصعب المراحل لاسباب عدة اولها عدم اكتراث النساء بتبادل الحديث حيث هناك رغبة بالحديث مع الرجال ما صعب الموقف لكن وبعد عدة محاولات استطعت النجاح بذريعة الحاجة الى اخت لكوني الوحيدة في البيت .اول المراسلات كانت مع دموع البالغة من العمر 17 سنة تحدثت معها حيث اصبت بدهشة فور علمي بعمرها فورا طرحت بعض الاسئلة لماذا انت هنا اجابت ، محتاجة حبيب فضلا عن الحاجة للتسلية كون جميع الفتيات في عمري ارتبطن بعلاقة مع احد الشباب من خلال فيسبوك او موقع الجات وهناك اكثر من خمسين نوعا من الشات وبذهول سريع هل هناك فعلا هذا الرقم اجابت نعم ساعطيك روابط البرامج واختاري ما يعجبك منها وهناك اختلاف بعملها حيث بعضها يستخدم الكاميرات للتواصل وبعضها الصوت وبعضها عبر التستر باسماء وهمية كما هو حال الجات وعن الحديث عن خصوصية دموع البالغة فهي في السادس ادبي جميلة كما ادعت تبحث عن حبيب بسبب الفراغ الكبير في حياتها فضلا عن ارتباط جميع الفتيات في المدرسة وفي اليوم التالي للحديث مع دموع كشفت الاواراق وضعت النقاط على الحروف واخبرتني عن الاحداث اليومية للمدرسة وهي طالبتان تشابكتا بالايدي وقامت احداهن بسحل الاخرى وحين تدخلت المدرسات علمن ان الاشتباك حدث للتصارع على احد شباب الحي حيث كل واحدة ادعت بحبه لها ما اضطر مديرة المدرسة لابلاغ ذويهما وفصلهما بشكل مؤقت.
وتابعت دموع عبر رسائلها بالقول (هل تعلمين ان بعض الطالبات في المدرسة يتبادلن بعض الافلام الاباحية عبر تحميلها من الانترنت ومن ثم يتم تبادلها بشكل سري بين الطالبات في الهواتف الذكية فضلا عن تدخين السكائر في الحمامات المدرسية وحتى في الجامعات.
اسرار منزلية
وكشفت عن اسرر منزلية حيث اشارت الى ان عائلتها تسكن في احدى مناطق الكرادة الشرقية ولديها 3 اخوة اغلبهم موظفون ولديها من الفراغ بسبب الاهمال كما ادعت بالرغم من دراستها التي من المفترض التفرغ الكلي لها ، وفي الحديث عن حجم العلاقات مع الجانب الرجالي قالت دموع ان (العلاقات مع الرجال اشبه بالمجازفة وعلي ان اخوضها حتى اكون قادرة على تحمل جميع مصاعب الحياة بدون اي قلق بالرغم من علمي ان اغلب الشخصيات مزيفة وهم كاذبون لكنني احب احدهم وبدأت الميل اليه ونتحدث بشكل يومي ومفصل ونتبادل الرسائل وقد قررنا اللقاء في منتزه ابو نؤاس الاسبوع الماضي وحين التقيته صدمت كثيرا فشكله غير مقبول وهناك الكثير من الادعاءات وانا اعيش قي صدمة كبيرة حاليا ولا اطمئن للحديث مع اي رجل..و
اثناء المراسلات العامة كانت عسولة وهو اسم مستعار جديد في حديث ومشاركة مستمرة وتوقعت الكشف عن الكثير من الاسرار من خلالها وبالفعل دخلت كالعادة (هلو عسولة كيف الحال اني ضايجة وينج اليوم مطر يمج ؟ اجابت فورا نعم هناك مطر اهلا وسهلا بيج واصبحنا نتبادل المعلومات وكما ادعيت في الرسائل السابقة انني الوحيدة في المنزل اود صداقتك فقبلت على الفور).عسوله كشفت الكثير دون اي تردد ودون اي شعور بالقلق تجاهي كما لوكنت اختها الوحيدة وقالت ( انا متزوجة منذ سنتين ولم انجب لكون زوجي لديه مرض وواجبرت في البقاء معه لكنه اصبح عصبي المزاج في الغالب يحاول ضربي واهانتي وحين التحدث معه يقول لي بصوت عال اذهبي لبيت اهلك ولا تعودي مطلقا ). واضافت ان ( الشعور بالوحدة خلق لي مللا هائلا ووقترحت علي احدهن تنصيب البرنامج والحديث مع الرجال والاستمتاع دون كشف هويتك الحقيقة وبالفعل انا يوميا اتعرف على اناس جدد ما خلق لي اجواء مناسبة جدا للعيش ). وفي القصص عن بطولاتها اليومية اخبرتني انني اليوم في موعد مع احد شبان الجات في المنزل وكشفت ان ( الموعد هو ليس الاول بل هناك مواعيد كثيرة لدي معه وانا اعيش حالة حب معه بالرغم من صغر عمره بالمقارنة معي).وذكرت عسولة ان ( زوجي يعمل موظف ولديه خفارات ليلية في احد ايام الاسبوع وابقى مع شقيقتي ما يفسح المجال لعمل اي شيء).
قلب الاداور
وفي سياق التجربة قررت تغيير الاسم واستبداله بالرسام كجزء من لعبة استبدال الاداور وكما هي العادة انقلب التجربة واصبحت انا باحثا على محادثة مع احدى الفتيات باستخدام مضامين الرسائل السابقة بصورة عكسية.
(السلام عليكم اني علي من بغداد ممكن اتعرف ومن ثم نبدأ المحادثات التي طالما كانت تمتاز بالسهولة )وبعد ارسال عدة طلبات تحدثت مع فتاة من السعودية تدعى سحر تبلغ من العمر 20 عاما غير متزوجة وبعد عدة اسئلة ومناقشات جادة تمكنت من تحليل شيء من شخصيتها حيث تعاني اضطهادا كبيرا من زوجة الاب بعد طلاق والدتها ولديها من الفراغ الكثير وقد نصبت البرنامج للحديث مع الشباب بهدف قضاء الوقت وفي اطار الحديث عرضت علي التعرف بشكل تفصيلي وطلبت رقم هاتفي للتحدث بعد مصارحتي بحبها كما اوهمتها المحادثات وبعد مفاوضات طويلة وعرضها مبلغا من المال لاجل التقرب رفضت الطلب بصورة مؤدبة واخبرتها بانها كانت جزءا من اختبار وافهمتها ان الكلام الذي دار بيننا هو عبارة عن اوهام في مخليتها ويجب ان تعتمد على الحياة الواقعية بشكل اكبر لاختيار الشخص الحقيقي ومواجهة مشكلاتها على ارض الوقع بدل الهروب لبرامج تضعها في حرج ولاسيما ان مجتمعنا محافظ ولايسمح بتلك الممارسات.
والى هذا الحد اكتفيت بما حصل على امل ان اتناول مواضيع اخرى لها علاقة بموضوع التواصل الاجتماعي الكترونيا ومدى الفوائد والمضار التي يكتنفها هذا المضمار لكني توجهت ببعض الاستفسارات وطلبت التحليل من المختص بالشان النفسي كمال الخيلاني الذي قال لـ (الزمان) امس ان (الكثير من الرغبات تتحقق باستخدام تلك البرامج حيث لا يمكن مراقبة الاشخاص بشكل دقيق ومعرفة هويتهم ما يسهل استخدامها بشكل ملفت ومضطرد).واضاف ان (سلوكيات الفرد في العالم الحقيقي تتابع وتنتقد بشكل مباشر وغير مباشر بعكس التستر والتخفي باسماء مستعارة لا تكلف حتى مبالغ او عناء فضلا عن سهولة استخدامها).واوضح الخيلاني ان (الرغبات المرفوضة في المجتمع من الممكن تحقيقها كالخيانات وغيرها من العلاقات دون اي وزع حتى الضمير يكون عليه غشاء بسبب الدوافع الخفية حيث يتم الاعتقاد بعدم وجود اي رقيب ولا يمكن فضح سر المستخدم باغلب الاحيان).وتابع ان (المشكلات الناتجة عن الاستخدام الخاطئ لتلك البرامج والاستعارة باسماء وهيمة في تزايد وعلى المجتمع الوعي وتحصين المرهقين القاصرين منه ). وبشأن العوامل الاخرى التي تدفع الفرد لاستخدام البرامج ذكر الخيلاني ان ( الدوافع كثيرة اولها العجز عن تحقيق الانجازات والخجل في الحياة الواقعية وعجزه عن مواجهة الحقائق لذلك يلجأ الفرد الى الهروب للعالم الافتراضي الخيال من المسؤولية الاجتماعية).واكمل ان (الدوافع الاخرى هي الانتقام من بعض الاشخاص والاستعارة باسماء وهمية لايقاع الفرد في الشرك ومن ثم يتم مساومته كما حصل في حالات كثيرة فضلا عن دافع التسلية لبعض الافراد حيث يتم الاستعارة ببعض الاسماء للتسلية واللعب على عواطف البعض).وعن الحلول الناجعة التي تمنع الوقوع في شرك تلك البرامج اكد الخيلاني ان اهم الحلول هي ان ( يتمتع الفرد في المجتع بالثقافة الكافية باستخدام تلك المواقع وتجنب الدخول في عالم افتراضي غير معروف اصلا لا يمكن التكهن بشخصة المتحدث).واشار الى ان (الحذر في قبول بعض الصداقات على مواقع التواصل الاجتماعي لاشخاص غير معنين اصلا بصداقتك يجنبك الكثير من المتاعب وعلى الفرد التأكد من هوية الشخص ودخول الصفحة الخاصة بالمتحدث قبل الاجابة لان كثيرا من المواقع اصبحت افخاخا لقرصنة المواقع وفضح الاسرار الشخصية للمستخدم ). وتابع ان (الجهات المختصة يجب ان تسهم في حجب تلك المواقع فضلا عن وضع قواعد خاصة بالشركات المشغلة للمواقع بالتأكد من الشخصيات الحقيقية ومدى اهليتها باستخدام الاسماء ).وختم قائلا ان (ابرز الحلول هو تحصين النفس من الوقوع في تلك المواقع بذرائع مختلفة والاكتفاء بالحياة الواقعية في انشاء اغلب العلاقات واستخدام تلك البرامج بطرق سليمة تسمح للتواصل مع اشخاص معروفين كزملاء واصدقاء واقارب وتجنب الغرباء والاسماء المثيرة للشك والريبة).