د . خالد القره غولي
الرياضة ( عِلمٌ ) متكامل له قواعده ومنهجه وأصوله كالعلوم الهندسية والطبية والقانونية والإدارية والشرعية ، وتَمنح الجامعات في كل دول العالم شهادات معتمدة في الدراسات الأولية والعليا فضلاً عن آلاف المعاهد المتخصصة في المجال الرياضي .. والتي ينضم إليها غير المتخصصين في هذا العلم لكي يتعلموا على الأقل فرعاً من فروعها أو منهجاً يُمكن الاستفادة منه في المجالات الأخرى .. إذ لا يمكن للمنضم أو المنتمي أو المعين في حكومة ما أو مجلس ما ألا يكون مُلمــّـاً بأبسط قواعد العمل الرياضي والتعرف والتحاور بالمصطلحات الرياضية .. ويؤكد الكثير من المؤرخين والخبراء أنَّ العلوم الرياضية تعتبر من أقدم العلوم العلمية و الإنسانية في التاريخ .. وأن الرياضة في عالمنا اليوم لم تعد ينظر إليها من باب ( الترف والفراغ ) بل من قنوات الوطنية الصادقة والرفعة والتعلق بالثوابت والانتماء للبلد و الى الأرض والشعب , وتلاحق كل دول العالم الابداع والتطور في كل حديث وجديد .. وهذا ما شاهده المشاهدون من خلال المتابعة للبطولات الرياضية العالمية وبلادنا التي أنهكتها الفتن والتدخلات الخارجية وتأثيراتها في الداخل بحاجة شديدة وملحة الى من يداوي جراحها ، ويجمع بين أبنائها ويعزز من أدوارها ونجاحاتها ومشاركاتها في جميع الميادين وخاصة في الميدان الرياضي الذي امتلك فيه العراق دورا مشرفا وحقق الكثير من النجاحات الباهرة فيه , وكان نجاح العراق الوحيد ما حققه البطل الدولي البصري الرباع عبد الواحد عزيز في اولمبياد روما عام (1960) عندما حصل على الوسام البرونزي بفعالية رفع الاثقال , ونحن في هذه الظروف كنا نقف أمام ضرورة ملحة في كيفية المشاركة في الأولمبياد الصيفي الدورة (31 ) في مدينة ريو دي جانيرو البرازيل لعام ( 2016 ) , وهذه المدينة الاولى في امريكا الجنوبية تتشرف باستضافة اولمبياد بهذا الحجم , وان نكون فاعلين فيه وهذا ما كان يتطلع إليه الرياضيون العراقيون وما ينبغي أن يتحقق والذي ينبغي أن تحشد كل الجهود لتحقيقه ,
حسنا تمت المشاركة في عدد كبير من البطولات الرياضية في كافة الألعاب لكن تلك المشاركات رمزية وكانت أخر المشاركات اولمبياد لندن عام (2012) أعطت هذه المشاركة الصورة الواضحة أمام اللجنة الاولمبية العراقية الوطنية ووزارة الشباب والرياضة العراقية في أن تعيد النظر في بناء الحركة الرياضية العراقية الجديدة بعد هذا
الاولمبياد , والوقوف بحزم أمام معضلة الرياضة العراقية كما أحب أن أشير في هذا المقال والصورة توضحت للعيان بالكامل وفشلت الفرق العراقية في المشاركات الدولية والعربية والاسيوية نعم نحن نذهب الى الأولمبياد في كل مرة لرفع علم العراق للمشاركة والنزهة ، نعم للمتعة ليس إلا , نحن اليوم بأمس الحاجة الصادقة الى كل قلب وعقل وإرادة لنشر العلم والتعلم والوعي والكلمة الصادقة بين أبناء عراقنا بعد النجاح الرائع الذي حققته الدول في تضييف دورة الألعاب الاولمبية والتي حظيت بها المدن الكبرى للمرة الأولي في تاريخها ، تبرز أمام الواجهة جهود مخلصة بذلت لإنجاح هذا الحدث الذي يعد أكبر تظاهرة رياضية عالمية تنظمها دولة العالم , ووسط متابعتي لمجريات الدورات الاولمبية التي أبهرت العالم كله والتي تعد أضخم بطولات شهدها العالم ، كان يطاردني سؤال بشكل دائم , ما الفائدة التي ستعود من تضييف مثل هكذا بطولات اكيد تطوير البنى التحية ناهيك عن الموارد الاقتصادية والحضارية والانسانية والاجتماعية من السياحة وموارد النقل للمحطات الفضائية ,